البارحة نشر فيديو على اليوتيوب لمعلمة في مدرسة أردنية حكومية تتبع أسلوب جديد في تعليم الطلاب اذ أن الطالب الذي لا يتقن المهارات المطلوب منه تعلمها تقوم المعلمة بتعنيفه نفسيا و تهديده بعنف جسدي .
الى أي حال وصل مستوى التعليم في بلد يعد مستوى المناهج فيها من أعلى المستويات في الوطن العربي؟ وصل الى مرحلة يوصف بها بالتعيس -من وجهة نظري- و السبب في ذلك أن المستوى المعيشي والأجتماعي والثقافي و الأقتصادي للمعلم الذي هو في ادنى المستويات ، فكيف نتوقع من شخص كهذا ان يقدم للمجتمع، فكل انسان يعطي ما يملك و ليس لفاقد الشيء ان يعطيه.
المعلم في مثل هذا المستوى يحصل على عنفا حقدا كرها (طفسا) من وزارة التربية و التعليم التي تقول له: رتب من مظهرك ثم طالب بنقابة.
هذا المعلم ضحية يذهب ليجعل من الطلاب ضحيته كي يصبح الطلاب ضحية ويكون التعليم ضحية و يفسد ذلك التعليم.
المعلم يملك عنفا حقدا كرها (طفسا) لا يملك علما حقيقيا فيعطي حقدا كرها عنفا طفسا ،هذا هو ما يحدث في معظم المدارس الحكومية .
هذا الطالب كيف ننتظر منه تفوقا أو ابداعا هذا الطالب الذي يعيش تحت كل هذا الضغط النفسي لن ينتج أبدا و لن يدرس و لن يتعلم مما أدى الى الوضع البائس الذي نراه بالفيديو.
في المدارس الخاصة تختلف الاساليب و لكن الضغط هو نفسه فالمعلمين في مستوى أقتصادي افضل قليلا و لكن يبقون في باقي المستويات في ادنى الهرم .
أنا طالب أحكي التجربة التي عشتها الفصل الماضي في (مدرسة تربوية-كما تدعي-)تصنف في المستوى "أ" لدى التعليم الخاص، المعلمين يمتلكون علما لا ننكر ،يدرسون لا ننكر لا يمارسون عنفا جسدي في غالب الاحيان لا ننكر، لكنهم متمرسون في التعنيف النفسي و الضغط على الطالب .
أنا شخصيا كدت أحرم من الأمتحانات لأن شعري طويل فقط و بعد أن بدأت الأمتحانات ولم أقص شعري سمحوا لي بتقديم الأمتحانات. هددني أحد المعلمين الذي ليس بيني و بينه أي مشاكل بأنه سيخصم خمس علامات من كل أمتحان شهري في الفصل القادم.
تحت كل هذا الضغط الذي احسست به و كأنه رباطا يقيدني وضعت رسالة تذكير على الموبايل"u r free" التي رن جرسها الأثنين الماضي.
كنت سعيد جدا ليس لأنني انتهيت من الأمتحانات و لكن لأنني لن أرى تلك الوجوه التي ما زالت تكشر رغم أني أراها تضحك أمامي وتمازحني، تلك الوجوه التي أعترف الآن أني لا استسيغها أبدا رغم أنني ضحكت عندما ضحكت و مازحتها عندما مازحتني.
تلك المدرسة التي يهتم مساعد المدير فيها بضبط الأفلام الجنسية و السجائر و المتسربين من الحصص و من يحمل اي جهاز الكتروني أحسست أني في اصلاحية عندما قيل لي ان هذا هو عمله.
بل انه عندما قام بحملة (كبسة) تفتيشية دخل الصف و هو ينظر بي ويقول للمعلم الذي معه :"فتشلي هاظ الولد" ، ابتسمت رغم قهري الذي أعلن قهره من شدة تحركه و سريانه في دمي .
أعتقد أن السبب في ذلك أن الثقافة المجتمعية و الفكرة المكونة في عقل الأهل أن الأبن الصالح هو الأعلى مستوى في العلامات مما يجعل المدرسة تحاول اثبات ذلك للأهل بممارسة الضغط على الطالب أعتقادا منمهم أنه سيحقق هدف الأهل و رغبتهم.
أستنتج أن المدارس الحكومية شيء لتعنيف الطلاب و المدارس الخاصة اصلاحية او ربما المدارس الحكومية فيها عنف جسدي و المدارس الخاصة فيها عنف نفسي و بذلك نعلم أن المدرسة تفقد هدفها الاساسي شيء فشيء ألا و هو التربية والتعليم، بالمناسبة يستغل بعض المعلمين كلمة التربية كي يهذب الطلاب بأسلوبه الخاص ، ارد عليهم بأنها الترية و التعليم وليست التعنيف و التعليم .
ما قبل النهاية، سؤال يطرح نفسه من تحت الضغط النفسي الذي عاشه معي : الى متى يضل المعلم في أسفل الهرم من كل النواحي و يضل جيل المستقبل تحت يد هذا الذي هو في أسفل الهرم ؟
في النهاية وعلى الطريقة العربية التي لطالما مارستها التي لا تنبع الا من مجاملات منافقة تعلمتها على طول ثمانية سنين لمعاملة المعلمين ، أود أن أعلن عن حبي الخالص لكل من درسني و من علمني حرفا كنت له عبدا ،ولتعلموا أنها ليست الا مجاملة.