الأربعاء، 19 يناير 2011

اصلاحية أم مدرسة ؟


البارحة نشر فيديو على اليوتيوب لمعلمة في مدرسة أردنية حكومية تتبع أسلوب جديد في تعليم الطلاب اذ أن الطالب الذي لا يتقن المهارات المطلوب منه تعلمها تقوم المعلمة بتعنيفه نفسيا و تهديده بعنف جسدي .
الملكة علقت لعمان نت على تويتر بشأن هذا الموضوع.

الى أي حال وصل مستوى التعليم في بلد يعد مستوى المناهج فيها من أعلى المستويات في الوطن العربي؟ وصل الى مرحلة يوصف بها بالتعيس -من وجهة نظري- و السبب في ذلك أن المستوى المعيشي والأجتماعي والثقافي و الأقتصادي للمعلم الذي هو في ادنى المستويات ، فكيف نتوقع من شخص كهذا ان يقدم للمجتمع، فكل انسان يعطي ما يملك و ليس لفاقد الشيء ان يعطيه.
المعلم في مثل هذا المستوى يحصل على عنفا حقدا كرها (طفسا) من وزارة التربية و التعليم التي تقول له: رتب من مظهرك ثم طالب بنقابة.
هذا المعلم ضحية يذهب ليجعل من الطلاب ضحيته كي يصبح الطلاب ضحية ويكون التعليم ضحية و يفسد ذلك التعليم.
المعلم يملك عنفا حقدا كرها (طفسا) لا يملك علما حقيقيا فيعطي حقدا كرها عنفا طفسا ،هذا هو ما يحدث في معظم المدارس الحكومية .
هذا الطالب كيف ننتظر منه تفوقا أو ابداعا هذا الطالب الذي يعيش تحت كل هذا الضغط النفسي لن ينتج أبدا و لن يدرس و لن يتعلم مما أدى الى الوضع البائس الذي نراه بالفيديو.
في المدارس الخاصة تختلف الاساليب و لكن الضغط هو نفسه فالمعلمين في مستوى أقتصادي افضل قليلا و لكن يبقون في باقي المستويات في ادنى الهرم .
أنا طالب أحكي التجربة التي عشتها الفصل الماضي في (مدرسة تربوية-كما تدعي-)تصنف في المستوى "أ" لدى التعليم الخاص، المعلمين يمتلكون علما لا ننكر ،يدرسون لا ننكر لا يمارسون عنفا جسدي في غالب الاحيان لا ننكر، لكنهم متمرسون في التعنيف النفسي و الضغط على الطالب .
أنا شخصيا كدت أحرم من الأمتحانات لأن شعري طويل فقط و بعد أن بدأت الأمتحانات ولم أقص شعري سمحوا لي بتقديم الأمتحانات. هددني أحد المعلمين الذي ليس بيني و بينه أي مشاكل بأنه سيخصم خمس علامات من كل أمتحان شهري في الفصل القادم.
تحت كل هذا الضغط الذي احسست به و كأنه رباطا يقيدني وضعت رسالة تذكير على الموبايل"u r free" التي رن جرسها الأثنين الماضي.
كنت سعيد جدا ليس لأنني انتهيت من الأمتحانات و لكن لأنني لن أرى تلك الوجوه التي ما زالت تكشر رغم أني أراها تضحك أمامي وتمازحني، تلك الوجوه التي أعترف الآن أني لا استسيغها أبدا رغم أنني ضحكت عندما ضحكت و مازحتها عندما مازحتني.
تلك المدرسة التي يهتم مساعد المدير فيها بضبط الأفلام الجنسية و السجائر و المتسربين من الحصص و من يحمل اي جهاز الكتروني أحسست أني في اصلاحية عندما قيل لي ان هذا هو عمله.
بل انه عندما قام بحملة (كبسة) تفتيشية دخل الصف و هو ينظر بي ويقول للمعلم الذي معه :"فتشلي هاظ الولد" ، ابتسمت رغم قهري الذي أعلن قهره من شدة تحركه و سريانه في دمي .

أعتقد أن السبب في ذلك أن الثقافة المجتمعية و الفكرة المكونة في عقل الأهل أن الأبن الصالح هو الأعلى مستوى في العلامات مما يجعل المدرسة تحاول اثبات ذلك للأهل بممارسة الضغط على الطالب أعتقادا منمهم أنه سيحقق هدف الأهل و رغبتهم.

أستنتج أن المدارس الحكومية شيء لتعنيف الطلاب و المدارس الخاصة اصلاحية او ربما المدارس الحكومية فيها عنف جسدي و المدارس الخاصة فيها عنف نفسي و بذلك نعلم أن المدرسة تفقد هدفها الاساسي شيء فشيء ألا و هو التربية والتعليم، بالمناسبة يستغل بعض المعلمين كلمة التربية كي يهذب الطلاب بأسلوبه الخاص ، ارد عليهم بأنها الترية و التعليم وليست التعنيف و التعليم .
ما قبل النهاية، سؤال يطرح نفسه من تحت الضغط النفسي الذي عاشه معي : الى متى يضل المعلم في أسفل الهرم من كل النواحي و يضل جيل المستقبل تحت يد هذا الذي هو في أسفل الهرم ؟
في النهاية وعلى الطريقة العربية التي لطالما مارستها التي لا تنبع الا من مجاملات منافقة تعلمتها على طول ثمانية سنين لمعاملة المعلمين ، أود أن أعلن عن حبي الخالص لكل من درسني و من علمني حرفا كنت له عبدا ،ولتعلموا أنها ليست الا مجاملة.